الثلاثاء، 22 مارس 2011

في ذكرى استشهاد الشيخ ياسين ( أنا لست أرثي )


نص رثائي قديم كتبته يوم استشهاد الشيخ ياسين

حتى لا أنسى من ساهم من فوق كرسيه في زرع أول نبتات الحرية في ضمير الفتى حتى وان تباعدت الخطى -----------------------------------------------------------------------------

http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=5740&SecID=0

-----------------------------------------------------------------------------

وجدت دموع الحزن فوق ردائي

والقلب منى غاب عن أعضائي

سمعت أنينا ًفي فؤادي صامتاً

ورأت لهيبا ًيستبيح دمائي

فتعانقت عبر المدى أضلاعنا

ووجدتها تنساب في أحشائي

ناديتها من داخلي متسائلا ً

بالهمس .. بالخفقات .. أو ببكائي

أختاه هل حقا ً تباعد طيفه

ثم اختفى في عالم الأنواء ِ

فوجدتها بسطت وشاحاًأبيضاً

رفع العيون لعالم الأضواء ِ

ورأيته تفديه نفسي واقفا ً

والنور في الجنبات في الأجواء

ياسين ..أحمد ..يا عيوني وجهه

نجم ٌ يضيء بلحية ٍ سمراء!!

ورأيت وجه القدس آت ٍ خاشعا ً

يهدى الزهور لرائد العظماءِ

ولدى بنات الحور أجمل غنوةٍ

والغصن يرقص في رياض سماء ِ

والعشق في لحن مهيب ٍ خالد ٍ

طاف الجنان بأحرف ٍ لنداء ِ

ما مات من جعل الحياة هديةً

تهدى فيعلو في الوجود لوائي

فاهنأ شهيد الفجر وامدد كفكم

فالفجر جمَّع موكب النبلاء ِ

سلم على الفاروق واجلس جنبه

واصدح بآي الذكر والآلاءِ

فكليكما والله ِ حي ٌ خالدٌ

والموت كل الموت للجبناء ِ

يا سيدي يا فارس الشهداء ِ

أنا لن أقول الشعر شعر رثاءِ

فجميع من كتبوا الرثاء مزخرفاً

موتى وأنت الآن في الأحياء ِ

وجميعهم صرعى ظلامٍ حالك ٍ

يتخبطون كقطةٍ عمياء ِ

يتقاسمون القهر كأسا حارقا ً

يتجرعون بآهة ٍ خرساء ِ

ويسير جمعهم الغفير لمذبح ٍ

ويسلمون الرأس في استرخاء ِ

وتراهمو نارا على أبنائهم

وتراهمو بردا ً على الأعداءِ

عشقوا المبادئ كلهاإلا الهدى

بل أحرقوا في الدوحة الغراء ِ

ورثوا من الأباء إرثاً رائعاً

وبجهلهم قد آل للغرباء

لم يبق منه سوى الطلول بأرضنا

أو أحرفا ًلقصيدة ٍعصماء ِ

نتلو على ضوء الشموع حروفها

ونخاف - طبعا ً - جولة الرقباء ِ

فقراءة الأشعار في أوطاننا

ذنب يسوق رفيقه لفناء ِ

إلا أغان ٍ فوق نهد ٍ داعر ٍ

أو مدح سائس بغلة الأمراء ِ

هي أمة ٌ عجب العجيب لحالها

ملكت فنون البيع والإمضاءِ

باعت بكارتها بكل رخيصةٍ

وهوت بلا خجل من العلياء ِ

وكأنها ورثت جناناًقررت

توريثها نارا ً إلى الأبناء ِ

والآن تشجب قتل أحمد حفنة ٌ

من معشر الوزراء والزعماء ِ

أوَ تشجبون فعال جيش عدونا

وفعالكم سبقت بلا إبطاء ِ

فى كل بيت ٍ من بيوت بلادنا

قلبٌ جريح ٌصارخ الأجزاء ِ

أم ٌ تناجى الرب تطلب عدله

تشكو من الجلاد في الظلماءِ

وصغيرة ٌ تبغي لقاء حبيبها

أخذوه في الأغلال ذات مساء ِ

وجريدة ٌ محظورة ٌ قد أغلقت

وجماعةٌ محظورة الآراء ِ

بئسا ً لكم يا حاكمين بلادنا

بئسا ً يزلزل قلعة لرياء ِ

يا من غلبتم كل نسوان الزنا

في العهر ..في المشيات ..في الأزياء ِ

فالعاهرات إن اضطجعن فللهوى

وأخذن أثمانا ً لبذل لقاء ِ

أما أشاوسنا الكرام استسلموا

للقرد بالمجان في استرضاء ِ

والله إني لو مسخت مكانهم

لجعلت فوق الرأس نعل حذائي

وسعيت أكنس كل ذنبٍ قد مضى

علِّي أكفر سالف الأخطاء ِ

لكن من باع التراب بصفقة ٍ

قد مجد التصفيق دون حياء

في كل عام حفلة ٌمغرورة ٌ

ذكرى سلام الحية الرقطاء

في كل عام ٍ حجة تهوى الى

حانات أمريكا بلا إبطاءِ

ليصك عهد تحكم الحكام في

جسم الشعوب بقرحة الأمعاء ِ

يا حاكمين بلادنا عمرا ً مضى

أو قد ضللتم عن طريق دوائي ِ

والشيخ كان بعجزه أعجوبة ً

فاقت فنون القول والإنشاء ِ

شيخ عجوز ٌ فوق أبسط مقعد ٍ

قذف المهانة في بنى البغضاء ِ

فتحركوا هلعا ً لقلع جذوره

وتفننت عقلية السفهاء ِ

جيش يحرك كي يدمر مُقعداً

والآن نامت أعين الجبناء

فغدا ستصحو في جهنم كي ترى

سوء الختام لفعلة ٍ نكراءِ

يا سيدي .. يا فارس الشهداء ِ

أنا لن أقول الشعر شعر رثاءِ

فجميعنا قبل انعتاق ضيائكم

شفنا عليك ملامح الشرفاء ِ

لكن شعري سوف يدمى باغياً

وسيلعن التخدير للبسطاء ِ

وسيلعن الساقين بعد صعودكم

كأس الخمول برقصة حمراء ِ

فهمو أساس الضعف في أوطاننا

وهمو أساس الذل والإغواء

أنا ليس لي أمل ٌ بسيط ٌ فيهمو

يا رب خذهم واستجب لدعائي

أملى الطموح هم الذين استيقظوا

كالمارد العملاق كالبناء

جيلٌ على القرآن يسهر ليله

لا يرتضي موتا ً بلا أشلاء

يا سيدي سيظل بحرك هادرا ً

مجدا ً يؤجج موطن الإسراء

ستظل وشما ً فوق أسياف المنى

ستظل لحن القبة الحوراءِ

يا عازفاً لحن الكفاح بعالمٍ

جعل الكفاح جريمة ً كبغاء ِ

دمك الزكي اليوم أصبح ثورة ً

ونداء َ حقٍ في فم الضعفاء ِ

وحماس بنت الدين خير بنية ٍ

حتما ستحرق قاتلا الأباء

ليعم صوت الحق بعد جهادها

ويعم لحن النصر في الأرجاء

وغدا ًسيثبت صدق ما قال الفتى

وغداً سنسمع أسعد الأنباء

مارس2004

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق